يافعة يوسف.. ابنة بغداد تنثر العربية في جامعة بطرسبورغ

ابنة بغداد، تجول في بناء جامعة بطرسبورغ الحكومية، تنثر حروف لغتها بين الطلاب الروس الذين اندمجوا حبا بها،
لتكون الدكتورة مدرسة اللغة العربية يافعة يوسف منارة في تعليم ثاني أصعب لغة بالعالم، على وقع الموسيقى، واللباس التقليدي الشرقي، وأغاني فيروز، لتتمكن يافعة من خلق مساحة عربية مطرزة ببصمات روسية.
ونقلت وكالة روسيا اليوم قولها، في العام 1985 وبعد أن أنهت يافعة دراستها، طلب منها تدريس اللغة العربية في جامعة بطرسبورغ، سيما أنها أتقنت اللغة الروسية، لتصبح من أقدم مدرسي العربية في روسيا حتى يومنا هذا، مستمرة في نهجها على الرغم من الصعوبات والمعاناة التي واجهتها كسائر الروس بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وركود الاقتصاد.
كما أوضحت الدكتورة يافعة أنه في فترة الاتحاد السوفييتي، كان الإقبال على دراسة اللغة العربية أكثر، لأن العلاقة مع الدول العربية كانت جيدة جدا، وفي ذلك الوقت؛ المستوى الدراسي للطلاب تميز بنواح مختلفة، فهم كانوا مدركين أكثر للتعلم والغاية منه، ولديهم رغبة حقيقية للتعمق في الثقافات المتعددة.
لكن، تبقى الثقافة العربية مبهمة لدى الكثيرين في روسيا كما تقول يافعة، فللأسف من يطّلع على الأدب العربي من روايات وقصائد وقصص، هم فقط الطلاب، الذين في الوقت نفسه، يواجهون صعوبات في البداية تتجلى بلفظ الأحرف ومخارجها.
وهنا تحكي يافعة عن إحدى التجارب المميزة التي مرت بها في الكلية: “ذات مرة جاءت مستعربة أوروبية إلى الجامعة، والتقت بطلاب من السنة الثانية يتحدثون باللغة العربية، وحينها تفاجأت بمستوى التعليم، حيث أخبرتنا إن في جامعتها يمتلك الطلاب القدرة على التحدث بالعربية في السنة الرابعة”.